مذكرات طفل صُغيّر عنده 14 سنة إتكتبت سنة 1993
اللي هتقروه دلوقتي مذكرات طفل صُغيّر عنده 14 سنة بس ، المُذكرات دي محفوظة ضمن ملف قضية في مكتب المُدعي العام في واحدة من ولايات أمريكا ، المُذكرات دي إتكتبت سنة 1993 و تم المطالبة بإستخراجها بسبب حدوث حادث تاني مشابه للحادث بتاع القضية دي ، مش هقدر أؤكد لكم بنسبة 100% إن الحادثتين لهم علاقة ببعض ، لكن أقدر أعرض عليكم الأمر لعل و عسى نقدر ننقذ الضحية الجديدة !
3 أغسطس 1993
الموضوع بيحصل بقاله أسبوع و محدش فيهم مصدقني ، أنا بكتب الموضوع دا هنا في مذكراتي عشان لو حصلي حاجة يعرفوا إنهم السبب لمّا تجاهلوا كلامي
فيه راجل بيقف أدام البيت بالليل ، أنا معرفش هو عاوز إيه بالظبط ، بس أنا خايف يكون هنا عشان يؤذيني !
أول مرة شُفته لمّا كُنت بستعد عشان أنام ، قفلت نور أوضتي و نمت في السرير ، بقدر و أنا نايم أشوف الشارع من الشباك
شفته واقف علي الرصيف المُقابل للبيت و هو مُبتسم ، إبتسامة كبيرة و مش طبيعية ، إبتسامة خلتني مش مرتاح و ... خايف !
في البداية قررت أتجاهله تمامًا ، مُمكن يكون واقف كدا عشان يتفرج عليّا أو حاجة ، و مُمكن يكون واقف في الشارع عادي مالوش علاقة بيّا ، مش عاوز أقول لأسرتي عشان ميقولوش عليّا مجنون ، قررت أتجاهله و أنام
الليلة اللي بعد كدا شُفته ، بعد ما قفلت النور برضه ، واقف علي الرصيف المُقابل للشارع و بيبتسم إبتسامة كبيرة ، المرة دي كان أقرب للبيت بخطوة ، قربت من الشباك و قررت أبصله عن قُرب ، كان واقف بيبص عليّا و هو مٌبتسم
قررت أتجاهله زي إمبارح و أنام لكن الموضوع كان صعب .. نمت بعد وقت طويل !
الليلة التالتة الموضوع إتكرر ، واقف علي الرصيف المُقابل لبيتي و المرة دي أقرب للبيت خطوة زيادة ، نفس النظرة .. نفس الإبتسامة
قررت إن كدة كفاية و لازم أبلغ أهلي باللي بيحصل ، رحت لبابا و حكيتله كُل حاجة حصلت ، جه معايا الأوضة و بص من الشباك لكن الراجل المُبتسم مكانش موجود !!
بابا بصلي بحيرة و طلب مني إني لو شُفت الراجل دا مرة تاني أبلغه فورًا
و في الليلة الرابعة الراجل ظهر .. أقرب خطوة .. نفس الإبتسامة و نفس النظرة ، المرة دي جريت علي بابا و قلتله ، خرج و معاه مضرب بيسبول و قرر يدوّر عليه كويس ، لكن بعد ساعة رجع البيت و هو بيقول إنه دوّر في الحي كُله و ملقاش له أي أثر !
إحنا ساكنين في حي هادي و راقي فمن الصعب إن حد غريب يدخُل الحي بدون ما حد يلاحظه ، عشان كدا بابا قرر يتكلم مع الجيران عشان يعرف لو حد غيري شاف حاجة
اليوم اللي بعد كدا بابا و 2 صحابه إختبئوا حوالين البيت من الساعة 9 ، الليلة دي الراجل مظهرش أبدًا
أنا حاسس إن بابا بدأ يشك في وجود الراجل أصلًا !!
7 أغسطس 1993
بابا و مجموعة من الجيران كُل يوم بيراقبوا الحي لكن مفيش أي أثر لظهور الراجل المُبتسم ، يبدو إنه حس إنهم بيدوروا عليه فقرر يختفي !
أنا سعيد و مرتاح إن الراجل المُبتسم دا إختفي و بتمني لو ميرجعش مرة تانية ، بس كُنت هرتاح أكتر لو كانوا لقوه أو قبضوا علية !
8 أغسطس 1993
رجع مرة تانية !
الراجل المُبتسم رجع مرة تانية إمبارح ! ، واقف علي الرصيف المٌقابل للبيت ، أقرب خطوة و محافظ علي إبتسامته و نظرته
لمّا قلت لبابا ظهر عليه الغضب و صرخ فيّا إن طالما الراجل مبيؤذينيش أو بيقرب للبيت فمالناش دعوة !
9 أغسطس 1993
كُل يوم بيقرب خطوة من البيت ، إمبارح قررت أنام علي الأرض تحت الشباك عشان ما أشوفوش و لا يشوفني !
10 أغسطس 1993
الراجل المُبتسم النهاردة كان واقف برا الشباك علي طول !
لمّا شُفته صرخت بخوف و بابا جري من أوضته و سألني عن اللي حصل لكن كالعادة بمُجرد دخول بابا أو أي حد للأوضة كان الراجل المُبتسم بيختفي تمامًا !
إتصلوا بالشُرطة اللي فتشوا الحي كُله لكن ملقوش أي أثر له ، سألوني مجموعة أسئلة و قالولي إنهم هيدوروا عليه ، يا رب يلاقوه و يقبضوا عليه !
11 أغسطس 1993
النهاردة سألت ماما لو مُمكن نركب ستاير علي شباك أوضتي .. أو لو مُمكن أنام في أوضة تانية
لكن هي قالتلي أتأكد إن شباك أوضتي مقفول كويس بس و خلاص !!
12 أغسطس 1993
النهاردة ركبوا ستاير لشباك أوضتي ، أتمني بقي الراجل المُبتسم دا يشوف حد تاني يخوفه و يبعد عني
13 أغسطس 1993
الستاير كانت فكرة سيئة ، دلوقتي بقيت شايف ظله و هو واقف و بيتحرك برا الشباك و الموضوع كدا بقي مُخيف أكتر
مكُنتش قادر أنام من كتر الخوف و سهرت أتفرج علي ظله و هو بيتحرك ، في النهاية نمت من كتر التعب !
14 أغسطس 1993
قلقت من النوم عشان أشوف ضل واقف أدام شباكي مش بيتحرك ، خفت و رحت صحيت بابا و حكيتله ، أخد المضرب بتاعه و خرج ، كُنت شايف ضل بابا من ورا الستارة ، مشي لحد ما إخترق الضل الواقف أدام شباكي ، رجع و قالي إن مفيش أي حاجة برا !
و مفيش حتي آثار أقدام برا شباكي !
يومها قعد إتكلم معايا كتير و هو مقتنع إني بختلق الأمر و إن مفيش حاجة بتحصل خالص !
17 أغسطس 1993
الضل رجع مرة تانية ، المرة دي شايف عينيه بتنوّر من ورا الستارة ، فتحت الستارة و شُفته ، عينيه مُخيفة جدًا و مُبتسم إبتسامة كبيرة مُخيفة ، جسمي كله إترعش و حسيت بقلبي بيدق بقوة مش طبيعية ، قفلت الستارة بسُرعة و قعدت علي سريري بعيّط و أنا بدعي ربنا إنه ميقتحمش الأوضة و يقتلني !
18 أغسطس 1993
عارف إن اللي هقوله مُمكن يكون مش منطقي ، بس النهاردة قلقت و لقيت الراجل المُبتسم جوا أوضتي !
صرخت بكل خوف الدنيا و لمّا بابا جه بيجري و فتح النور إختفي كأنه مش موجود !
قلبي كان بيدق بجنون ، لو قلتلهم إني شفته جوا أوضتي هيقولوا عليّا مجنون !
كذبت عليهم و قلتلهم إني شُفت ضل بيتحرك برا الأوضة !
بابا فتح الستارة و بص علي الشارع و هو غاضب ، بصلي بغضب و متكلمش ولا كلمة ، لمّا رجعوا أوضتهم هو و ماما سمعتهم بيتخانقوا علي حاجة مش عارف تفاصيلها !
بابا فاكر إني بختلق أمور مش موجودة !!
23 أغسطس 1993
رجع مره تانية .. و جوا أوضتي !!
المرة دي قررت أتظاهر بالنوم ، كنت خايف أوي يعرف إني صاحي خصوصًا و قلبي بيدق بجنون و خايف يسمع صوته !!
يمكن لو عملت نفسي نايم مش هيؤذيني !
24 أغسطس 1993
كان في أوضتي تاني و المرة دي كان عارف إني صاحي !
لمّا كُنت بفتح عيني كان بيمشي ناحيتي لكن لما كُنت بخاف و بغمض كان بيقف مكانه ، مش بيقرب مني إلا لما أكون شايفه !
قمت مشيت و أنا مغمض عينيّا لحد ما خرجت من الأوضة ، خرجت لغرفة المعيشة و نمت علي الكنبة ، مش هقدر أنام في أوضتي مرة تانية !
30 أغسطس 1993
بقالي 5 أيام بنام علي الكنبة و دي حاجة مش كويسة و أهلي مش سعداء بسببها !
طلبوا مني بغضب أرجع أنام في أوضتي و إلا هتعاقب
مش عارف ليه مش مصدقيني !
6 سبتمبر 1993
بابا بقاله 5 أيام بينام في أوضتي عشان يثبتلي إن مفيش حاجة بتحصل هنا !
قالي النهاردة إني لو منمتش في أوضتي هتعاقب عقاب شديد !
أنا خايف !!
7 سبتمبر 1993
الراجل المُبتسم رجع تاني !
واقف في ركن الأوضة مُبتسم و مستنيني أصحي !
سامع صوت تنفسه البطئ ، كُل ما ببصله بيقرب مني و لما بغمض بيثبت مكانه ، فضلت مغمض عينيا باقي الليلة !!
8 سبتمبر 1993
النهاردة بابا قالي إني مريض نفسي و كذاب
و وداني لدكتور نفسي وصفلي أدوية
أنا مش عاوز آخد أدوية .. أنا مش كذاب .. محدش منهم مصدقني ليه ؟
أنا خايف .. خايف و تعبان !
9 سبتمبر 1993
بابا ربطني في السرير و سابني في الأوضة لوحدي !
كُل مرة كُنت بفتح عينيا كُنت بشوفه بيقرب و إبتسامته بتوسع !!
أنا مش هتحمِّل أكتر من كدا .. من أول بكرة هسرق سكينة المطبخ و هقتل الراجل المُبتسم .. لازم أنهي الموضوع دا بقي !!
دا آخر حاجة مكتوبة في المذكرات
اللي حصل بعد كدا إن أهل الولد لقوه مُنتحر تاني يوم بالسكينة و مقطع شرايينه ، الشباك مقفول من جوا و مفيش آثار دخول أو خروج أو إقتحام
الطب الشرعي أثبت إنه إنتحر و هو اللي سبب الجروح دي لنفسه
المُشكلة دلوقتي إن في ولد بيشتكي لأهله إن فيه راجل مُبتسم مُخيف بيقف برا شباكه و بيقرب من البيت
أنا خرجت المُذكرات لأهله عشان يقروها ، يمكن نقدر ننقذه من تكرار اللي حصل !!



مواضيع ذات صلة